الحوار مفاهيم وأصول الحوار ومصطلحاته وألفاظه

الحوار

مقدمة عن الحوار

الحوار وآداب الحوار في العصر الحديث تعددت وسائلُ التواصلِ الاجتماعي والتي قَرَّبت كل بعيد، لتعرضَ أفكاراً ورؤى وآراء من هُنا وهناك، كيف نتفاعلُ معها؟ كيف نتحاورُ مع الآخرين؟ حـتى نتَفهَّم ما لديهم، ونوصلُ إليهم ما لدينا ونحنُ والحمدالله لدينا الكثير.

لدينا القرآن الكريم والسنة المطهرة اللذان ارسيا قواعد الحوار، التي تكفل للجميع أن يكونَ حوارهم حواراً إيجابيا ومثمراً بإذن الله وهذا ما يجعلنا نبدأ بعرض مفهوم الحوار.

مفهوم الحوار

الحوار هو تفاعل لفظي بين اثنين او أكثر من البشر، بهدف التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملها، وقيل بأنه وسيلة بشرية للتواصل بين عقلاء البشر عموماً بواسطة سلاح الكلمة سواء كانت مشاقة او مكاتبه ويرى بعض الباحثين أن الحوار مستويان:

الأول أو البسيط: وهو عملية اتصال بين طرفين أو أكثر وهي تعتمد على المخاطبة أو المساءلة حول شأن من الشؤون… الثاني أو الأعلى: وهو عملية تفكر مشترك بصوت مسموع، هدفها تبادل المعارف ومقابلتها للوصول الى حقائق مشتركه.

(تفاعل لفظي) المقصود به مراجعة الكلام، بحيث لو كان الكلام صادراً من جهة واحده ولم تصدُر من الطرف الآخر مراجعةٌ أو جواب فلا يعد ذلك حواراً.

وكلمة لفظي لا تعني الاقتصار على المشافهة فقط وإنما أيضا المكاتبة سواء كانت خطية أو عن طريق وسائل التواصل الإلكتروني، باعتبار أن القلم هو أحد اللسانين، كما يقرر ذلك المحققون العلماء.

امثلة الحوار في القران الكريم

(قد يكون الحوار داخليا بين الأنسان ونفسه، وهو ما يسمى بالحوار مع الذات). كذلك فإن الحوار يمكن أن يحصُلَ من غير البشر كما ورد في القرآن الكريم بين الله عز وجل والملائكة الكرام قبل خلق آدم عليه السلام، وذلك في قوله تعالى:

(وَإذْ قَالَ رَبُّك للِمَلائِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ في الأُرْضِ خَلِفَيةٌ قالوا أَتَْجعلُ فيها مَنْ يُفْسٍدُ فِيها وَيسفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبحُ بٍحمْدِكَ ونُقَدسُ لَكَ قَالَ إِني أَعلَمُ ما لا تَعٍلَمُونَ)

وبين الله تعالى ورسله الكرام، وبين بعض الرسل وبعض الحيوانات كما هو معروف من حوار سيدنا سليمان عليه السلام مع الهدهد.

المقصود بالحوار الذي نحن بصدد طرحة

المقصود بالحوار الذي نحن بصدد طرحة هو: فن من فنون العلم أو مهارة من المهارات ذات أصول وشروط وآداب ونحو ذلك. فإذا توفرت للحوار الأسس والآداب والمقومات.

فإن الحوار بلا شك سيؤتي أكله، وسيفيض على المتحاورين وعلى الجماعة من الثمرات ما يعزز عملية بناء النهضة أو على أقل تقدير التأسيس لقيامها.

مصطلحات وألفاظ

هناك مصلحات تقترب من الحوار في بعض المعاني على سبيل المثال منها : الجدال ، المناظرة كذلك المناقشة والمقابسة في كثير من الكلمات لابد أن يكون لها دلالة مختلف، مثل السرور والسعادة وهكذا.

لنتحدث عن المجادلة، البعض من الناس لا يعي ماهيه المجادلة ولربما ينسبها الى الحوار فيقول فيها (الراغب الأصفهاني): في غريب القرآن :” الجدال: المفاوضة على سبيل المنازعةِ وأصلة من جَدَلتُ الحبل: أي أحكمت فتلةُ، وقيل الأصل في الجدال هو الصراع.

من هذا يتبين لنا الفرق بين الحوار والجدال هما يلتقيان في كونهما حديثا هذا صحيح أو مراجعة للكلام بين الطرفين ، ولكنهما فالجدال فيه شدةٌ في الكلام.

قد يؤدي الى التعصب والخصومة والتمادي بين الطرفين، أما الحوار فهو يعتبر مراجعة للكلام بين الطرفين بعيداً عن الخصومة والتعصب بل يكون فيه الهدوء والسكينة.

أصول الحوار

لكي يكون الحوار منهجياً مثمراً يجب أن تكون هناك أصول مرجعية معتمدة متفق عليها ،يُرجع إليها لمعرفة الحق من الباطل وبدون هذا سوف يسير الحوار في دائرة مغلقة لانهاية لها، أما عن الأصول المرجعية للحوار عند المسلمين فهي الكتاب والسنة.

إن تحديد المقصود بالألفاظ والمصلحات قبل بدء الحوار من الأصول التي تعين على تحقيق أهداف الحوار ،خاصة في هذا العصر الذي كثر فيه الدخيل وتنوعت المصطلحات .

أصبح المصطلح الواحد يفهم بمعان مختلفة، ومن أمثلة ذلك الديمقراطية ، والحداثة وغيرها ، إذن إذا أردنا تحديد الألفاظ والمصطلحات بدقة

  1. إزالة اللبس والغموض عن المصطلحات لكي لا يقع الفهم الخاطئ
  2. التقارب أو أن تكون المسافة متقاربه بين المتحاورين
  3. حسن الاقناع

فالمصطلحات متى تحددت معانيها، فإن ذلك يسهل الوصول إلى الاتفاق بين المختلفين، هناك قاعدة حوارية مشهورة تقول:( إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدعياً فالدليل).

فلا بد من نقل النصوص كما وردت بدون تحريف، ولا قطع للعبارات، أما عن نص القاعدة الثاني فعليك تقديم الأدلة المثبتة ، ولكي يكون الحوار منتجاً ومفيداً لابد لطرفي الحوار  من بناء أفكارهم وأراءهم على الأدلة الواضحة.

نموذج فن الحوار

نتحدث عن نموذج من نماذج الفن في الحوار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي أمامه رضي الله عنه أنه قال: ( إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللّه : أتأذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه، فقال: ادنُه ، فدناه منه قريباً، قال: فجلس ، قال: أتُحبةُ لأُمك؟

قال لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبهُ لأبنتك ؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال أفتحبهُ لأختكَ؟ قال: لا جعلني الله فداك،

قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبهُ لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك ، قال أفتحبه لخالتك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال فوضع يدهُ عليه، وقال اللهم اغفر ذنبة ، وطهر قلبهُ ، وحصُن فرجهُ ، قال : بعد ذلك الفتى يلتفت الى شيء)

الحوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *