ما هو الخوف؟
الخوف أو الفوبيا هي كلمة تعبر عن نوع معين من الرهبة و القلق والرعب المرتبط بأشياء أو أماكن أو مواقف أو تجارب معينة.
والخوف أو الفوبيا هو شي مبالغ فيه من موضوع أو موقف معين لا يمثل في حد ذاته خطرا، وهذا الخوف غير منطقي ويختلف كثيرا عن الخوف العادي الطبيعي الذي يكون ناتج عن وجود خطر.
مشكلة الخوف عند الأطفال
الخوف هو أمر طبيعي يشعر به الإنسان في بعض المواقف التي تهدد حياته بالخطر، مثلا خوف الفرد من النار هو أمر طبيعي لأنها قد تحرقه أو تقضي عليه.
لكن هناك من الخوف ما هو مبالغ فيه وهو مرضي، بل إن من الخوف ما هو قاتل. فالخوف المبالغ فيه والمتكرر لأي سبب يكون خوفا غير طبيعي.
إن الخوف الغير طبيعي لدى الأطفال يؤثر سلبا عليهم وعلى نفسيتهم وعلى وشخصيتهم، فهو يسبب لدى الأطفال ضعف الثقة بالنفس، وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة.
وقد يصاحبها ظهور مخاوف غير واقعية، وأعراض أخرى كعدم القدرة على الكلام والتهتهة والانطواء والخجل والاكتئاب والتشاؤم وتوقع الخطر.
لذا فأن التحرر من الخوف ضروري لسعادة الأطفال، فهم لا يستطيعون النمو أو احراز أقصى ما توصلهم إليه قدراتهم الا اذا كانوا متحررين من مخاوفهم التي تعطلهم عن ذلك.[1]عاوز اتعلم /نوران رضوان
أسباب الخوف عند الأطفال
1- تهديد الأبوين للطفل وتخويفه باستمرار.
2- مشاهدة المناظر المخيفة والمرعبة في الأفلام واستماعه للقصص المخيفة والمرعبة كقصص الجن والعفاريت.
3- فقد الحب والرعاية، حيث تكثر مخاوف الأطفال من فقد أمه أو أبيه.
4- الخوف بالعدوى، أي ينتقل الخوف من فرد إلى آخر بالتأثير، فبعض الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة، فينشأ أطفالهن على الخوف من هذه الحيوانات.
5- المبالغة في الخوف والقلق من الآباء على الأبناء، فإذا رأى الطفل الخوف والارتباك على وجه أمه اذا جرح جرحا صغيرا، فإنه سيصاب بالذعر والخوف، وبهذا ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه.
6- البيئة العائلية المليئة بالخلافات والمشاجرات، والتي تزعزع اطمئنان الطفل وتجعله ينشأ على الخوف.[2]مخاوف الأطفال هيلين روس
أنواع المخاوف عند الأطفال وطرق علاجها
1- خوف الطفل من إن يترك بمفرده
الخوف من الوحدة ينشأ من شعور الطفل بعدم السعادة وعدم ارتياح من أن يترك لا حول له ولا قوة، والألم و الضيق اللذان ينتابان الطفل عند شعوره بالوحدة والإهمال يعلمانه ان يخاف بعد ذلك من أن يترك وحيدا.
فالطفل يعتمد كليا على غيره في الأكل والرعاية، وبدون هذا لا يستطيع أن يعيش. فيجب أن يمد الآباء الطفل الصغير بمشاعر الأمان والحيوية والحب، فهم يحتاجون إلى أن نحبهم ويشعرون بالسعادة والبهجة عندما نحضنهم ونقبلهم.
2- الخوف من الظلام.
كثير من الأطفال يكرهون الظلام لأنه في نظرهم هو المكان الذي يكمن فيه المخاوف التي تنتظرهم فهم يشعرون انهم يخافون شيئا ما أو أن شيئا ما سيصيبهم في الظلام.
وبعض الأطفال يستعملون الخوف من الظلام تبريرا لهم، لأنهم لا يحبون أن يناموا بمفردهم. وطريقة علاجه هو أن يمسك الأم أو الأب بيد ابنه الخائف ويمشي معه حتى يدخلا الغرفة المظلمة و يضيء النور ويشير إلى الأشياء المألوفة فالغرفة.
3- الخوف من الاستحمام.
يرفض او يفزع بعض الأطفال الاستحمام في البانيو حيث إن انسياب الماء إلى البالوعة غالبا ما يلقي الرعب في قلب الطفل الصغير، فرؤية الطفل الصغير للماء وهو يختفي قد يخشى أن يحدث له نفس الشي.
وأيضا توجد أسباب حقيقية وملموسة لخوف الطفل من الاستحمام مثل السخونة الزائدة للماء أو تجربة سابقة حدث أن انزلق فيها الطفل من البانيو في الحمام.
وطريقة علاجه هو إعطاء الطفل حماما خارج البانيو لفترة ما، ثم تعويده على الاستحمام تدريجيا وذلك بالسماح له أن يرشرش الماء بيديه، ثم وضعه تدريجيا في بانيو به ماء قليل جدا.
أنواع أخرى من الخوف عند الطفل
4- الخوف من تبليل الفراش.
قد تعاقب الأم الطفل على تبليله للفراش بسبب التبول اللاإرادي او بسبب عدم قدرته في التحكم بالمثانة بعد، و معاقبة الطفل لا تؤدي إلى توقف تبليله للفراش، وإنما تجعله خائفا من الاستغراق في النوم وتبليل فراشه.
والطريقة العلاجية هو يجب على الأم أن تتوقف عن معاقبة الطفل وأن تدرك أن بعض الأطفال لديهم صعوبة في التحكم بالمثانة التي تتطلب رعاية صحية، وإذا استمر التبول بصورة زائدة فإن الطفل قد يحتاج إلى مساعدة أخصائي نفسي، وبقدر ما نعطي الطفل من طمأنة بقدر ما نعجل من شفاء الحالة.
5- الخوف من الحيوانات
ينشأ لدى الأطفال في هذه السن الخوف من الحيوانات وخاصة الكلاب الكبيرة. أيضا عندما تخاف الأمهات من الحشرات والحيوانات، فإن من المحتمل أن تنشأ لدى أطفالهن نفس المخاوف.
والطريقة المثلى الواجب اتباعها هو تقديم كلب صغير للطفل وتعويده بالتدريج على اللعب معه واطعامه والعناية به، ومن ثم مساعدة الطفل بالتدريج على التعرض لكلاب أكبر فأكبر حتى يكتسب المزيد من الشجاعة.
6- الخوف من الموت
قد يكون لخوف الطفل من الموت نفس السبب الذي من أجله يخاف من العزلة، فالموت مظهر من مظاهر العزلة، وترتبط العزلة منطقيا بالموت ارتباط واضحا، فالموت حادث يعانيه الشخص على انفراد، والطفل الصغير يتألم أشد الألم من مظاهر العزلة التي يتصف بها الموت .
وأفضل طريقة لعلاج هذا الخوف هو طمأنة الطفل ومنحه المزيد من الإحساس بالأمان، ومساعدته على أن يكون أكثر نشاطا وسعادة، والتوضيح له أن الموت أمر محتوم لا مفر منه.
7- الخوف من الدخول في النوم
من المحتمل أن الخوف من الانفصال والخوف من التبرز والتبول اللاإرادي أثناء النوم أكثر الأسباب للخوف من الدخول في النوم.
كما أن النقد والعقاب يؤدي إلى زيادة مخاوف الطفل كأن يخاف الطفل ان يتعرض للنبذ، والهجر أو إعطائه للغرباء لتخلص منه وهذا يسبب قلق وخوف لدى الطفل في النوم.
يجب على الوالدين أن يتحلى بالصبر والهدوء، وأن يهدئا من روع الطفل ويبقيا معه في الغرفة حتى ينام. وقد يخفف وجود لعبة الطفل المفضلة من خوف الطفل.
8- الخوف من النقد
يتعرض الطفل للنقد من قبل والديه ويعتبره على أنه رفض له فالطفل حساس قد يلوم نفسه على خطايا بسيطة أو حتى إذا لم يرتكبونها بالمرة.
ينبغي على الوالدين تجنب النقد السلبي كقولهم ( انت مهمل، انت دائما تكسر الفناجين) واستبداله بالنقد الإيجابي كقولهم ( عندما تمسك الفنجان فعليك أن تمسكه بإحكام).
9- الخوف من الرفض
يخشى الكثير من الأطفال الرفض من قبل الأبوين وعندما يعبر الأبوين عن رفضهم لسلوك الطفل من حين لآخر فإن ذلك ينشأ خوف لديه بأن يكون مرفوض من قبل والديه.
لذلك ينبغي على الوالدين التوضيح للطفل رفضهم للسلوك والتصرف لا رفضهم للطفل نفسه كقولهم له ( انني احبك ولكن لا أحب ما فعلت).
10- الخوف والقلق من الانفصال
يشعر الطفل بالخوف المفرط من فقد الأشخاص الذي يرتبط بهم، وانفصاله عنهم، وغالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص هم الوالدين.
فقد يكون الطفل شديد التعلق بوالديه ويرفض الانفصال عنهما لدرجة أنه يقاوم الذهاب إلى المدرسة أو المبيت خارج المنزل.
يجب على الوالدين ان يتوقفوا عن الحماية الزائدة والخوف الزائد والتدليل الزائد للطفل، وأن يعلموا الطفل كيف يعتمد على نفسه، وأن يحرصوا على خلق جو يتسم بالحب والسكينة و الأمان في البيت.[3]مخاوف الأطفال هالة الجرواني