مفهوم الصحة النفسية
الصحة النفسية لديها مفهوم واسع ولها دلالات مختلفة على حسب البيئة التي يعيش فيها الانسان ، كما انه قد تختلف الشخصيات اختلافا واسعا من شخصية وأخرى.
في المجتمع الواحد بمعنى أوضح ان لكل فرد وشخصيته ، وأيضا قد تختلف الشخصية في كل مرحلة عمرية عند الانسان ، وسوف نتحدث في ان الصفحة كيف تساعد الصحة النفسية الانسان لكي يعيش حياة متوازنة لعدة جوانب :
- الاجتماعي
- النفسي
- المالي
- الروحي
وكيف نصل الى السعادة الأسرية ونعيش حياة هنية خالية من الضغوط، ونصبح قادرين على مواجهة متطلبات الحياة في طرق مختلفة ، اما عن التخطيط المالي وعلاقته بالصحة النفسية.
هو ان يقوم الانسان بإدارة شؤونه المالية بعقلة وحكمته وذلك من اجل تحقيق أهدافة ومبتغاة ، وفي نفس الوقت يتمكن من التعامل مع جميع المشاكل المالية التي قد تعترضه في أي مرحلة من مراحل حياته والتخلص من الضغوط النفسية والذي هو احد مظاهر الصحة النفسية.
مظاهر الصحة النفسية:
- تحقيق الذات: وهي تعني ان يستخدم الانسان قدراته وإمكانياته لتوجيهها نحو المستقبل
- التوجه الذاتي: ويعني الاستقلال أي ان يحدد الفرد أهدافه بما يتفق مع حاجته ويعدلها عند الضرورة
- الاتجاه نحو الذات: ويعني فهم الانسان لذاته، والإحسان بالهوية الشخصية
- الشعور بالكفاءة والثقة بالنفس: وهو إحساس الانسان بالإمكانية التي تجعله قادرا على المواجهة
- السيطرة على البيئة والتي تعني بالعمل، والعلاقات الاجتماعية، وحل المشكلات
- تكامل الشخصية: القدرة على تحمل الشدائد ومواجهة الإحباط والضغوطات
- المقدرة على ضبط النفس: وتعني الثبات الاجتماعي وعدم التذبذب إزاء المواقف المشابهة
ولكن من مظاهر الصحة النفسية أيضا، هي الاقبال على الحياة مع الشعور بالسعادة والرضا، وعلى الرغم من أهمية مظاهر الصحة النفسية التي ذكرناها سابقا.
ان حجر الزاوية في الصحة النفسية هو الاقبال على الحياة مع الشعور بالسعادة والرضا وهذا ما يعني انه يعبر عن العافية الاجتماعية، والعافية النفسية.
والايمان بقضاء الله خيرة وشره، فالصحة النفسية، هو ان تبني إطار انساني، وان يؤمن الانسان بالقيم الإنسانية ويلتزم، بالعدل، والوفاء، والصدق، وغيرها من القيم الإنسانية التي تبني إطار قيمي وانساني.
ماهي علاقة الصحة النفسية بالتخطيط المالي؟
دعونا نتحدث عن الذكاء المالي : الذكاء المالي هو قدرة الانسان او الفرد على التحكم والتعامل مع المال وادارته بشكل يحقق الأهداف والاستقلال المالي.
كذلك أيضا مجموع من الاستعدادات المهارات النفسية والعقلية ، والاجتماعية ، من خلالها تأسس مجموعة من النجاحات ، وتطوير المشاريع الربحية ، والتعامل مع الموارد المالية الشخصية والأسرية .
نحتاج الى الذكاء المالي لتجن الضغوطات النفسية من اجل الصحة النفسية، ان التعقيدات التي يشهدها العصر الحالي ، وصعوبة الحياة في زمننا هذا ، وكثرة الطلبات للعيش الكريم ، جعل الطلب على المال وتحسين القدرة الشرائية للمواطن.
وتأتي مغريات الحياة التي تلاحق مختلف البشر ، والشخصيات ، لتزيد من ميول الانسان على الاستهلاك ، خاصة لدى الطبقات المتوسطة من البشر وتمسخ عقولهم مهما اختلفت أعمارهم ليغرقوا انفسهم في بحر الاستهلاك ، وجنونه الغير متناهي.
معتقدين انهم بذلك يحققون جميع امنياتهم ومبتغاهم ، من هنا يأتي الذكاء المالي يساعد الانسان وأسرته لمواجهة خطر الاستهلاك الغير واعي او جنون الاستهلاك ، وليساعد الانسان كذلك لإيجاد طرق مستحدثة للحصول على المال وطرق إنفاقه بشكل يضمن للكل الحياة الامنة المستقرة.
ميزانية الأسرة:
تعتبر الميزانية التطبيق العملي لأداره الدخل المالي، وهناك قواعد مدروسة في إدارة أموال الاسرة وكيفية استعمال الدخل المالي للأسرة في فتره زمنية محدده.
لأن من ضمن الأهداف التي تهدف الى وضع الميزانية ، هي ان تحدد الحاجات الفعلية للأسرة ، وهي ان تصنف ما يجب الحصول علية وما يجب الاستغناء عنه، وأيضا من الأهداف الأخرى ان تساعد الاسرة على العيش في حدود اطار دخلها.
كذلك تجنب حالات التبذير والعشوائية في التصرف ، ووضوح الرؤية فيما يتصل بالقدرة الشرائية ، منها كذلك الادخار وهو ادخار جزء من الراتب المالي ، بالاحتفاظ ببعض النقود وابقائها جانبا .
ان وجود خطة مالية مدروسة يعتمد عليها الانسان هي بالتأكيد تساعد على التعامل مع مستجدات ستحدث مستقبلا ، كما انها تحقق الأهداف التي وضعتها الأسرة او أي فرد كان .
فالميزانية تحارب الفوضى ، وهدر المال وتبعدك عن الضغوط النفسية لتساعدك في استقرار الصحة النفسية ، الأهم من كل هذا هو معرفة الطريقة الصحيحة المتبعة للأنفاق في الدخل الشهري، وهناك عديد من الأسس لوضع الميزانية منها:-
- وضع الميزانية في الأهداف المتبعة للأسرة.
- المراعاة في الانفاق للحاجات الأكثر أهمية أولا ثم الأقل أهمية.
- مراعاة المرونة والبعد عن الجمود.
- مساعدة الاسرة على تحسين طرق المعيشة.
- تضع بعين الاعتبار ما قد يستجد من ظروف طارئة مستقبلا.
- الصرف اقل من الدخل لكي تتمكن من ادخار مبالغ منها في أي ضرف طارئ.
بذلك من خلال وضع استراتيجية مناسبة لدخل الفرد وميزانية كاملة متكاملة اذ يستطيع الانسان الوقوف على نواحي الضعف والقصور وتجنبها، ومن اجل ان تكون الصحة النفسية بعيده عن الضغوطات والمشاكل.
يجب علينا معالجة كل ما يتعلق بالصحة النفسية فكما تحدثنا سابقا ان من مظاهر الصحة النفسية هي الاقبال بالشعور والرضا لكسب حياة سعيدة بعيده عن الضغوطات وبدون عملية التقييم لا يستطيع الانسان معرفة مدى قدرته على تحقيق أهدافه.
كما يجب على الفرد مراجعة حساب ما يصرفه يوميا، ومقارنته بالخطة التي أعدها للوصول الى الهدف.
الوقت:
يعتبر الوقت هو الوحيد الممنوح لجميع الناس بالتساوي ، اذ ان كل انسان يملك 24 ساعة يوميا فقط ، ولا يستطيع احد ان يزيد او ينقص منه مهما اوتي من ذكاء .
فالساعات التي تذهب دون عمل هي في الواقع ساعات تهدرها دون فأئده تذكر، حيث ان الوقت مهم حتى في الصحة النفسية بذاتها ، فاذا افترضنا ان لديك من ساعات العمل اليومي ثمانية ساعات فقط .
ولنومك ثمان ساعات أخرى ، وباقي الساعات لم تقم باستغلالها بشكل جيد ، الراحة ، ومشاهدة التلفاز هنا ان تهدر الوقت بلا فائدة ، فلو قمت بأعداد خطة مدروسة لتلك الساعات للاستفادة منها سيكون افضل لك ولأسرتك .
ان ذلك الوقت القصير بالنسبة لك فهو مهم جدا للكثير من الناس ، فعمل على استغلال كل وقت تملكه فقد احتل الوقت أهمية كبيرة في الإسلام .
فقد قال الرسول صلى الله علية وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيام حتى يسأل عن اربع : عن عمرة فيما افناه ، وعن شبابة فيما ابلاه ، وعن ماله من اين اكتسب ، وفيما انفقه ، وعن عمله ماذا عمل به)
بذلك الصحة النفسية لديها مفهوم واسع ولها دلالات مختلفة على حسب البيئة التي يعيش فيها الانسان ، كما انه قد تختلف الشخصيات اختلافا واسعا من شخصية وأخرى.